في اللغة العربية 2 _ بين الفصحى والعاميّة
اللغة كائن حي يعيش في حالة تغير مستمرة , وحال اللغة العربية في هذا كحال
غيرها من اللغات فليس بإمكاننا أن نوقف الزمن لتظل اللغة العربية على حالها دون
تغير وعلى هذا فإن ظهور اللهجات المحلية في مختلف البلاد العربية هو أمر طبيعي إن
لم نقل بأنه حتمي, ولا ننسى بأن اللغة العربية
كانت على لهجات مختلفة حتى في
العصر الجاهلي, فما
كان يعد صوابا بلهجة ما كان خطأ في لهجة أخرى .
إن
تجاهل اللهجات المحلية هو قفز على الواقع كما أننا في الوقت الراهن لا نمتلك اللغة
العربية الفصحى فنحن نردد كثيرا من الكلمات والعبارات دون أن نفهمها بشكل دقيق
ودون أن نكون قادرين على أخذ اشتقاقات الكلمة أو إعادة تركيب العبارة, وعلى هذا
فلعل اللغة الوسيطة _ التي هي بين العامية والفصحى _ أن تكون هي الخيار الأمثل لنا
في هذا العصر.