الجمعة، 27 سبتمبر 2013

بين الفصحى والعاميّة

في اللغة العربية 2 _ بين الفصحى والعاميّة

اللغة كائن حي يعيش في حالة تغير مستمرة , وحال اللغة العربية في هذا كحال غيرها من اللغات فليس بإمكاننا أن نوقف الزمن لتظل اللغة العربية على حالها دون تغير وعلى هذا فإن ظهور اللهجات المحلية في مختلف البلاد العربية هو أمر طبيعي إن لم نقل بأنه حتمي, ولا ننسى بأن اللغة العربية  كانت على لهجات  مختلفة حتى في العصر الجاهلي, فما كان يعد صوابا بلهجة ما كان خطأ في لهجة أخرى .

 إن تجاهل اللهجات المحلية هو قفز على الواقع كما أننا في الوقت الراهن لا نمتلك اللغة العربية الفصحى فنحن نردد كثيرا من الكلمات والعبارات دون أن نفهمها بشكل دقيق ودون أن نكون قادرين على أخذ اشتقاقات الكلمة أو إعادة تركيب العبارة, وعلى هذا فلعل اللغة الوسيطة _ التي هي بين العامية والفصحى _ أن تكون هي الخيار الأمثل لنا في هذا العصر. 

الاثنين، 19 أغسطس 2013

أم اللغات

في اللغة العربية 1 _ أم اللغات
نشأة اللغات:
تنشأ اللغات بشكل تدريجي, وذلك من خلال عملية تغيير مستمرة تسري على كلمات اللغة وقواعدها وأساليبها التعبيرية , إذ تتعرض الكلمات الأصلية للغة لتغيرات طفيفة من حيث تحريف النطق وتغيير الاستخدامات, كما تضاف إليها كلمات جديدة من لغات أخرى _وربما بنطق محرف _ وتستمر هذه العملية دون توقف مادام المجتمع البشري حيًا.

أجمل لغة في العالم :

مفهوم الجمال هو مفهوم نسبي, كما أن الأجمل ليس دائمًا هو الأفضل والأسهل والأوضح والأقوى, وإن وصف لغة ما بصفة من هذه الصفات يتطلب وضع معايير يتم تطبيقها على مختلف اللغات للمفاضلة فيما بينها , فقد تتميز لغة ما على اللغات الأخرى من وجه دون آخر, وبعيدا عن النظرة الأيدلوجية المتعصبة فإن اللغة العربية هي لغة بشرية كغيرها من اللغات لم تنزل من السماء فلها مميزاتها وعيوبها.
والقول بأن اللغة العربية هي أم اللغات هو قول يفتقر إلى الموضوعية, مع إقراري الشخصي بمكانتها الرفيعة وحبي وولائي لها.


السبت، 10 أغسطس 2013

أيتها الريشة

كثيرا ما نحسب أنفسنا أكثر حكمة من غيرنا وأننا نفهم الأمور على حقيقتها ولن نقع في الأخطاء التي وقع فيها الآخرون,  بل قد يتمادى بنا الغرور لأن نظن بأن المصائب التي أصابت غيرنا سوف تتجنبنا لأننا لسنا كالآخرين, فنحن على رأسنا ريشة.

شعوب تفاخر بأنها صاحبة الحضارة والأخلاق والحكمة والدين والمجد, وتردد إنجازات أبنائها وأعمالهم, وتقلّب منتشية صفحات من تاريخها الأسطوري, وتعدد الخصال والسجايا التي يتميز بها أبناؤها عن غيرهم, فهم ليسو كالآخرين, بل هم شعب عظيم على رأسه ريشة.

عنك يا ريشة الغرور أكتب, كل يراك على رأسه زاهية الألوان براقة مضيئة, ولا يراك على رؤوس الآخرين.


لا أريد أن أزيلك عن رأسي, ولا أريد من الآخرين أن يزيلوك عن رؤوسهم, لأنك لست موجودة من الأصل على رأس أحد منّا وإنما في أعيننا, كل ما أريده هو أن أتحسس رأسي من حين لآخر لأتيقن أنه كرؤوس الآخرين, كما أريد من الآخرين أن يتحسسوا رؤوسهم لذات الهدف.


الاثنين، 17 يونيو 2013

التخلف


 التخلف
التخلف هو في جوهره  قصور وتشوهات في عقلية وطبائع الإنسان .
ويتجلى ذلك في شكل أفكار وسلوكيات بدائية غير سوية يمارسها الفرد والمجتمع .
كيف يتخلف المجتمع ؟
       الأولى من هذا السؤال هو أن نتساءل عن كيفية حصول التقدم , لأن البدائية والعشوائية والأخطاء  لا تحتاج إلى جهد لتحقيقها . لذا فإن التخلف هو الحالة الافتراضية للأمة التي لا تجتهد في درب الإصلاح و التقدم .
 كما لا يمكن إغفال دور الحروب والكوارث والإفساد المتعمد والتضليل في الدفع باتجاه التخلف . و من الجدير بالذكر أن التخلف يجر التخلف ومادام أن المجتمع ( لا يشعر بالمشكلة ) فإنه يستمر في السقوط في الهاوية .


من صور التخلف :

القيم الفاسدة , التفكير السطحي , عدم المبالاة بالمبادئ , تحميل الآخرين مسؤولية الأخطاء , عدم الإنصاف, تقديس الأفراد , الوقوع في نظرية المؤامرة , الاهتمام بالصور قبل المضامين , تجاهل الآخرين , التركيز على النتائج الفورية , عدم إتقان العمل , الانحراف الأخلاقي , الوحشية , الغضب الأهوج , الأنانية ,  القذارة ,  الفوضوية .. إلخ   


الإنسان والتكنولوجيا على خارطة التقدم والتخلف
أين يكمن التخلف ؟
التخلف والتقدم كلاهما يكمن في الإنسان وليس في وجود التكنولوجيا أو عدمها  فالإنسان المتقدم أو  المتحضر هو الذي يبتكر التكنولوجيا بينما الإنسان المتخلف فإنه قد يهدم التكنولوجيا حتى ولو أعطيت له . فالتكنولوجيا ليست سوى نتيجة من نتائج تقدم الإنسان.

الطريق نحو التقدم

يمكن تلخيص الطريق نحو التقدم بأنه  "صناعة الإنسان وصناعة المجتمع" وهو عنوان قصير لطريق طويل  سارت فيه الكثير من الأمم والدول المتقدمة. 

السبت، 25 مايو 2013

صاحبة الأمجاد

لست شاعرا
ونادرا ما أكتب شعرا
ولكن لأجل عينيها كتبت



مـشـت في طريـق مديـد طـويل ..... ولـكـنٌّـه لـيـس مـثـل الـطــرق
تـغـطـت بـثـوب عـلـيـها جلـيـل ..... بـهـيٌّ, ولــكـــنّـه مـن خــرق
وحـيــنـًا تـئـن وحـيــنـًا تـمـيــل ..... إذا زاد فيها الضنى والرهــق
تُراك ضللت الخطى والـسبيـل؟ ..... وأيـن تـريديـن وقـت الغـسق؟
سـألـتُ. فقالـت: أريد الوصـول ..... لــنـــور تــلألأ فــوق الأفــق
سـأصعـد تـلـك الربى والجـبـال ..... وأجـتـاز مــوحـلـها والـزّلِـق
وأعــبــر كـثــبــانـها والـرمـال ..... وبـحـر الجـليـد الذي لا يشـق
فـقـلـت وقـد زاد فيّ الــذهـــول ..... وقـلبـي شـفـيـق عـليـها قـلـق
طريقـك يفـضي إلى المسـتحيـل ..... أحقــًا تريدين هذا ؟! أحق ؟!
أجابت: قد اخترت درب المحال ..... وإن كـان وعـرًا فـذلي أشـق
ولـيـس الـذي أبـتـغـي بـالخـيـال ..... ولا كـذبٌ بـل يـقـيـن وصدق
سـل الدهر عنّي تجـبـك الطلول ..... سـل الكتـب أسطرها والورق
تـنـبّـئـك أنّي الـجـواد الأصـيــل ..... وتـاج لـمُـلـك عـظـيــم سـبـق
وعـزٌّ لـديــن بـنـاه الــرســــول ..... وللضاد رسـم ونـقـش ونـطـق
سأمـضي لمـجدي الذي لا يزال ..... غضيـضًا طـريًا زكيّ العـبـق
فـقـلت لهـا: زاد منّي الـفـضول ..... فمن أنت قولي؟ فقالت: دمشق



الأربعاء، 24 أبريل 2013

سوريا .. حجر الزاوية


تصعب زحزحة حجر الزاوية, لكن إذا تم ذلك تغير كل شيء. كانت آخر ثورات الربيع, وكانت ذلك الحجر .

في سوريا تشابكت حبال الإيرانيين والصهاينة والروس والأتراك والعرب والغرب, وأنّى لهذه العقدة أن تنحل.

بين طغيان إيراني, وضعف عربي, وصعود تركي, وتخوّف غربي, يرتسم المشهد السوري, فنتيجة للضعف والتصدع الهائل في المنطقة العربية, ولأن الطبيعة لا تقبل الفراغ, امتدت اليد الإيرانية عابثة بالمنطقة, فجرّت وستجر الخراب والدمار.

على أن تركيا القوة الإقليمية الأخرى لم تتخذ حتى الآن قرارا بالتدخل المباشر في هذا المستنقع السياسي, ولكن الأزمة السورية قد تجرها في النهاية للتدخل.

أما الدول الغربية فقد تجد أن السماح للقوة التركية بإعادة النظام إلى المنطقة خير من سيادة إيران _حليفة الروس_ على منابع النفط.

عندها تتغير الخارطة السياسية التي رسمت لمنطقة الهلال الخصيب قبل قرابة المئة عام, ليعود للهلال نوره ,ولتخمد نار فارس, وليقول اليهود: وداعا يا أورشليم, ولينطق الحجر.

الاثنين، 22 أبريل 2013

بين "رأي" وصاحبها


مذاهب شتى للمحبين في الهوى ... ولي مذهب فيهم أقول به وحدي

كثيرا ما أتمثل البيت السابق, فهو يعبر عن طريقتي في التفكير, بل ربما في الحياة إلى حد بعيد.

يلجأ الكثيرون إلى ترديد ما يسمعون من افكار, فهم يتبرمجون عليها, ويقتنعون بها, ويدافعون عنها, وكيف لهم أن يأتوا بفكر مخالف وهم يسمعونها من أهل ثقتهم, وحتى لو أحسّوا أن في الأمر خللا فما يضرهم إن قالوا كما قيل, فقد قال في الأمر قبلهم من هو أدرى وأعلم, بل وحتى لو تراءت لهم الدلائل على بطلان الفكرة السائدة فما الذي يدفعهم للمخالفة وتحمل التبعات.

أما أنا فلي طبيعة لطالما جرّت علي المتاعب, أضن بفكري أن يكون صدى لأراء الآخرين, ويأبى لساني إلّا أن أجهر برأيي, وإن لم يكن لرأيي مؤيد فإنني "أقول به وحدي".

لهذا كانت هذه المدونة: "رأي", لصاحبها: علي.